ظاهرة المخدرات أزمة أخلاقية وإجتماعية وسياسية وفساد في الإدارة والسلطة. استضاف دار العلم والعلماء اللقاء الدوري للخطباء والأئمة لبحث قضايا الناس والأمة -٨- وذلك يوم الأربعاء ١٤ جمادى الأولى ١٤٤٠هـ الموافق ٢٣ كانون الثاني ٢٠١٩م وقد كان ضيف هذه الأمسية والجلسة الحوارية الدكتور محمد نديم الجسر. حضر اللقاء رئيس دائرة اوقاف طرابلس الشيخ عبدالرزاق اسلامبولي وعضو المجلس الاسلامي الشرعي الأعلى الشيخ أمير رعد وشيخ قراء طرابلس الشيخ بلال بارودي وعضو مجلس أوقاف طرابلس الدكتور حسام سباط والمفتش الاداري الشيخ كمال بارودي ورئيس هيئة العلماء المسلمين في لبنان الشيخ سالم الرافعي ومدرسي الفتوى في طرابلس ونخبة من خطباء و أئمة المساجد في مدينة طرابلس والميناء والجوار . كانت البداية كلمة موجزة لرئيس مجلس إدارة دار العلم والعلماء عبدالرزاق القرحاني رحَّب فيها بضيف اللقاء ابن طرابلس البار الدكتور محمد نديم الجسر وبالحضور الكريم شاكراً لهم حضورهم ومشاركتهم في هذه اللقاءات التي من شأنها تقديم كل مساهمة طيبة تساعد في التصدي لهموم العباد والبلاد، ثم تابع قائلاً: ولعل لقاء اليوم يناقش مسألة ومشكلة من أخطر المسائل ومن أسوأ المشكلات التي يعاني منها مجتمعنا على المستوى الأخلاقي والإجتماعي والسياسي وما فيه من فساد في الإدارة والسلطة. فظاهرة المخدرات المتفشية في احيائنا ومدارسنا وجامعاتنا تقرع ناقوس الخطر وتفرض علينا وقفة جدية لمواجهتها من موقع أبوي ودعوي ومسؤول وبروحية التعاون مع كل الغيورين والعاملين في مجال الإرشاد والتوجيه والتربية والصحة على المستوى الرسمي والخاص. بالإضافة إلى التكامل مع أصحاب القرار السياسي والأمني. ثم تحدَّث الضيف الكريم مفصِّلاً الأخطار التي تهدد ابناءنا ومجتمعنا على المستوى الأخلاقي والإجتماعي والصحي والنفسي معتمداً على بعض الإحصائيات التي تظهر الشرائح العمرية المستهدفة لتعاطي المخدرات بالإضافة الى الأماكن التي يستغلها مروجي هذه الآفة حيث تعددت مستوياتها بدأ بالأحياء الشعبية مروراً بالمدارس الرسمية والخاصة وصولاً الى الجامعات وبالتالي دخولها الى كافة طبقات المجتمع اللبناني. وشرح بإسهاب المخاطر الصحية التي يتعرض لها المدمنون حيث النسبة الكبرى من الشباب. ثم تناول الموضوع من خلفية قانونية عارضاً لبعض الإخفاقات وعدم الجدية في الملاحقة والمعالجة وتطبيق القوانين بسبب الفساد المستشري في الإدارة والسلطة. وختم كلمته باقتراح أن لا يختصر هذا اللقاء بالحديث عن مخاطر هذه الآفة بل يجب أن ينتج عنه موقف وآلية للمتابعة مع كل الجهات المعنية لتأخذ دورها في مواجهة هذا العدوان القاتل لأبنائنا ومجتمعاتنا. ثم دار حوار ونقاش حول آليات المتابعة وعرض لبعض التجارب التي تمت من خلال عدد من اللجان والجمعيات حيث تَقرر الإستفادة منها والتنسيق مع كل هذه الجهات لنقل تجاربها. بالاضافة الى إطلاق مبادرة باسم المجتمعين للتنسيق والتواصل مع كل الجهات السياسية والأمنية والإدارات المعنية الرسمية والخاصة والمجتمع المدني من أجل إطلاق حملة مستمرة للحد من انتشار المخدرات من خلال عمل توعوي ووقائي وعلاجي وقانوني وسياسي وإعلامي. وفي ختام اللقاء تقدم رئيس مجلس إدارة دار العلم والعلماء باسم الحضور بحزيل الشكر والتقدير للضيف الكريم الدكتور محمد الجسر لحضوره وحرصه ومساهماته البناءة ولاقتراحه العملي الذي يتطلب منّا أن نكون يداً ممدودة للمتابعة والتعاون المشترك. #دار_العلم_والعلماء