بـقـلــم: د.عبدالرزاق وهيب القرحاني
رئيس مجلس إدارة دار العلم والعلماء
رمضان ليس كغيره من الشهور… فهوشهر مختلف، بروحانيته وعاداته عبر العصور…
رمـضـان مـدرســــة في: الصـبــر والحـلــم والـرحـمــة والتـســـامـح والـكـــرم وضـبـط الـوقــت وتطـويــر الـذات،
وحســن التـواصــل والإهتـمــام بالـصـحــة في كــل ســــحـور وفـطـــور…
بالاضافة الى أنه ميدان للتغيير وشحذ الهمّة، ومجاهدة النفس وضبط اللسان وترك اللغو والأثام، والإهتمام بمد يد العون والجسور.
كنّا نسمع من الدعاة والحكماء، أن رمضان مدرسة للأجيال…
ولـم نـكـن نـعـي أهـمـيـة هــذه الـعـبــارة، ومـا فـيــهــــا مـن دلالات وأمـثــال…
حتى اتسع النظر مع طول العمر، وتعاقب علينا هذا الشهرالكريم، في كل عام مع ولادة ذلك الهلال…
فأدركنا أنه منحة إلهية، ودرة ذهبية، فيه دروس وعبر وتجارب تربوية، فيها ألف استدلال واستدلال…
على أن رمـضــان (مـدرســــة حـقـيـقـيــة) تـتــعـــلـــــم فـيـهــا الأجـيـــال، بأفـعــال ولـيـس بأقـــوال…
تعلَّمنا في هذه المدرسة الرمضانية :
– أنه من أراد أن يعيش واقعه، عليه أن يتواضع وأن ينزل من برجه العاجي إلى وسطه البسيط.
– تعلَّمنا: أن النظام والحق والعدل يحبه الجميع أما الفوضى والفسـاد والاســتبداد دمـار لكـل جيل.
– تعلَّمنا: أن لا نعـيــش لذواتنـا بل نعيـش لأمــة، تجمعـهــا عـقـيـدة وأهـــداف وغـايــات نـبـيـلــة .
– تعلَّمنا: أن الليــل, خـلــوة لأصـحـــاب الـدعـــوات وعُــشّـــاق الـجــنــان، وأربــاب الـتـغـيـيـــر.
– تعلَّمنا: انــه كــلـــمــــا كـــان الإنـســـــان مـن اللّـــه أقـــــرب، كـــان في الـبـــذل أجـــــود.
– تعلَّمنا: أن الـجــوع والعـطـــش ريـاضـة تـنـمي الإرادة، ومـعــول يـفـتــت صـخـــر الـشـــهــوة.
فها هي تلك الأيام المباركة شارفة على الرحيل…
لتشرق علينا شمسُ عيد الفطر المبارك ببهجته وفرحته، ويومه الجميل…
الـــذي فـــيــه تـكـبـيـــر وتـهـلـيـــل وجــائـــزة مــن رب جـلــيــــل…
تبشر بها الملائكتَه (المنتشرة على الطرقات) الصائمين، بمغفرة وقبول ورفعة ليس لها مثيل.
فحق لنا أن نفرح بيوم العيد، فهومنحةٌ ربانيّة، كي يشعر فيه المؤمن بأنه فاز برضى رب البريّة،
وأن يــظـــهــــــر الــفــــــرح والــســـــــــرور عـــمـــــــلاَ بـالــســـــــنـــة الــنـــبــــــــويّــــة…
وكي يحتفـظ العـيـد بكامـل فـرحتـه، يجب التخلّـص مـن أي شـيءٍ يعكـر ويُفســد صفـوتـه. فالعـيـد لا يكـون إلا بالحبّ،
ولا يكتمل إلا بصفـاء النفوس. والمُـواظبـة على فعل الطاعات، لأنها علامة من علامات قبول الصيام والقيام وحسن الختام…
تـقـبــل اللّـــه الـطــاعـــات، وكــل عــام وأنـتــم بـخـيـــر.