بقلم: سماحة المفتي الشيخ زيد بكار زكريا
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
ما من عبادة وطاعة إلا وهي تقربنا إلى الله، وثمرتها عائدة علينا، ومن العبادات الجليلة التي فرضها الله علينا الصيام، وقد ذكر الله تعالى في ختام آية الصيام الغاية العظيمة التي من أجلها فرض الصيام، قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)، فالوصول إلى درجة التقوى هو الهدف من الصيام.
والتقوى هي فعل الأوامر واجتناب النواهي، أو كما فسرها سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه: هي الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل.
وبالتقوى يصل الإنسان إلى سعادة الدارين، ففي الدنيا يقول الله تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب)، وفي الآخرة: (إن المتقين في جنات ونعيم).
وإننا نعيش هذه الأيام أزمة اقتصادية ومعيشية خانقة، والجدير بمن نزل به البلاء والابتلاء أن يزداد قربا وتضرعا إلى الله قال تعالى: (فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا) لكن للأسف لم توقظ هذه الأزمة القلوب، ولم يبادر الناس إلى التوبة، بل المنكرات والذنوب والمظالم على حالها.
بل وتسمع الصراخ والنداءات والشكوى والحل بأيدينا، هو بالرجوع إلى الله، فتنفرج الكربات وتأتي الأرزاق وتتنزل البركات، قال الله تعالى: (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون).
لذلك لا داعي لليأس والقنوط، ولا انتظار الفرج من شرق وغرب، إنما الحل بالتوبة والرجوع إلى الله وبلوغ درجة التقوى، ومدرسة رمضان أعظم مدرسة توصلنا إلى ذلك.