بـقـلـم: الشيخ محمد الشيخ خالد الكردي
مــدرّس الــفــتـــوى
كانَ هِتافُ المُذنبين وغيرُ المُذنبين « اللَّهُم بلِّغنا رمضَان» رمضانُ حارقُ الذُنوب قالَ الإمامُ جعفر الصادق رضـي الله عنه
“الصوم جُنَّة من آفات الدنيا وحجابٌ من عذاب الآخرة فإذا صمتَ فإنه بصومك كفُّ النفس عن الشهوات وقطع الهِمة عن خطوات الشياطين”.
فالناسُ أسرى الذنوب والآثام ورمضانُ مضمارٌ لخَلقهِ يستبقون فيه بطاعتِه ، فسبقَ قومٌ ففازوا وتخلّفَ قومٌ فخابوا .
فيا أيُّها الأسِيرُ المسكينُ هذه فرصتُكَ للتخُلصِ من سجنِ الخيبةِ والمَعصية الى رحابِ المحبَة والقُربِ الإلَهي لتَنعم بِنسماتِ وخيراتِ مدرسةِ الثلاثين يومًا لتُثبتَ بينتَك وحُجَّتك أمامَ الحكَمِ العدلِﷻ فيكُون الحُكم بإخلاءِ سبيلكَ وبراءتِك .
أيُّها النقي البريء المُحِبّ لعلّ الله تعالى جعل هاته الأيام «المعدودات» ليسهُل التَحريرُ وتنال البَراءة المَرجُوة بالحُرية العظيمة من براثِن الهوى والشَهوات باستدراكِ تلكُم الأُعطيات بتطهير باطِنِك من الغِلِ والحسدِ، وتعويدِ نفسِكَ على المثابرةِ على الطاعات المُنجيات والجِدِّ كل الجِد عل الصيام وقيامِ الليالي المُباركات وبرِّ اليتامى وتوزيع الصدقاتِ فالله قريبٌ مجيبُ الدعوات ..
فتأمَل يا أسِير الشهواتِ قول الله عز وجل:”كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به”.
قال ابن حجر رحمه الله تعالى:
”الكريم إذا قال أنا أتولى الإعطاء بنفسي؛ كان في ذلك إشارة إلى تعظيم ذلك العطاء وتفخيمه”.
فتأمّل رحمةَ الله, يا رعاك الله