بـقـلـم: فضيلة الدكنور محمد عبدالرزاق عبدالقادر الحسن
رئيس مجلس ادارة اوقاف عكار- محاضر في جامعة بيروت الاسلامية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
لقد صح عنه عليه الصلاة والسلام قوله، “إِذا جَاءَ رَمَضَانُ، فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجنَّةِ، وغُلِّقَت أَبْوَابُ النَّارِ، وصُفِّدتِ الشياطِينُ متفقٌ عَلَيْهِ. ويُنادي مُنادٍ: يا باغِي الخير أَقبل، ويا باغِي الشَّرِّ أَقصر.
إنها محفزات نبوية يتوجه بها إلينا عليه الصلاة والسلام حتى نتغلب على كل الشواغل والصوارف التي يمكن أن تشغلنا أو تصرفنا عن حالة الطاعة والعبادة لله تعالى التي يجب أن نكون عليها في رمضان. ويكون هذا عندما نتعرف على حقيقة وأهمية وأفضلية هذا الشهر الكريم. وذلك من خلال الإطلاع على ما ورد عنه عليه الصلاة والسلام من أحاديث تحفز وترغب وتشجع على الإقبال على الطاعة، وتحذر وتتوعد المقصرين والمفرطين والغافلين عن اغتنامه، كقوله عليه الصلاة والسلام في الحديث: “أتاكم شهرُ رمضانَ شهرٌ مباركٌ فرض اللهُ عليكم صيامَه، تفتحُ أبوابُ السماءِ، وتغلقُ فيه أبوابُ الجحيمِ، وتغلُّ فيه مردةُ الشياطينِ، للهِ فيه ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شهرٍ من حرمَ خيرَها فقد حُرِم”، وقوله عليه الصلاة والسلام: “إنَّ للهِ عندَ كلِّ فِطرٍ عُتَقاءَ، وذلك في كُلِّ ليلةٍ”، وكقوله عليه الصلاة والسلام متحدثاً متوعداً من التكاسل والتغافل والتقاعس، “رغِم أنفُ امرئٍ أدرك رمضانَ فلم يُغفرْ له”.
ولو لم يرد عنه عليه الصلاة والسلام في التحفيز والتشجيع وفي التحذير من التفريط إلا هذه الأحاديث لكانت كافية لجعل كل مسلم ومسلمة أحرص الناس على استثمار هذه الأوقات واغتنام تلك اللحظات وملئها بأنواع القربات بين قيام وذكر واستغفار وتلاوة لآيات القرآن أو صلة الأرحام وبر الوالدين وإحسان للجار ورعاية للأرامل والمساكين وكفالة للأيتام وتنفيس لكربات الناس وقضاء لحوائجهم فيغدو رمضان بحمد الله تعالى مصلحاً لنفوسنا مزكياً لأرواحنا مطهراً لقلوبنا مقوماً لإعوجاجنا مستدركاً تقصيرنا معوضاً ما فاتنا من حسنات في أيام عمرنا. ونمنح أعظم جائزة تمنح من ربنا لعباده الصالحين بطاقة العتق من النار، ونكمل حياتنا بعد رمضان على ما تعوّدنا عليه فيه. فنكون ممن قال فيهم عليه الصلاة والسلام: “خيركم من طال عمره وحسن عمله”.