لقاء الخطباء والأئمة
لبحث قضايا الناس والأمة
بدعوة من دار العلم والعلماء عقد اللقاء السادس للخطباء والأئمة للبحث في قضايا الدعوة والناس والأمـة..
وذلك يوم الاثنين 25 كانون الثاني 2021.. عبر تطبيق zoom
استهل اللقاء بوقفة مواساة وعزاء وتأبين للفقيد الغالي د. عبدالإله ميقاتي. عضو المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى والمشرف العام على جمعية العزم والسعادة..
كانت البداية مع تلاوة عطرة من القرآن الكريم لفضيلة الشيخ يوسف الديك ومن ثم كلمة موجزة لرئيس مجلس ادارة دار العلم والعلماء د. عبدالرزاق القرحاني. الذي قدم فيها صاحب السماحة مفتي الجمهورية اللبنانية والذي ألقاها عنه نائب رئيس المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى معالي الاستاذ عمر مسقاوي. ثم كانت مداخلات لكل من دولة الرئيس نجيب ميقاتي وسماحة مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام وفضيلة الشيخ الحافظ عثمان نجدة وفضيلة الشيخ أمير رعد. وسماحة شيخ قراء طرابلس الشيخ بلال بارودي.
ثم كان حديث، سماحة الدكتور بسام طراس. ضيف هذا اللقاء الذي كان مقررا سابقاً بعنوان: سفراء المسلمين في القرن الواحد والعشرين.
تفاصيل اللقاء:
– افتتحت الجلسة بتلاوة عطرة من القرآن الكريم رتلها فضيلة الشيخ يوسف الديك.
– ثم كانت كلمة موجزة لرئيس مجلس إدارة دار العلم والعلماء قال فيها:
أيها الأخوة الأحبه، إن من الصعوبة في مكان…أن يعبرَ اللسانُ عن ما في القلب والوجدان… وخاصة إذا أراد أن يتحدثَ عن من كان للعزم والعلم والفضيلة عنوان… إن من الصعوبة في مكان، أن نَرثي صاحبَ كتاب “فقه النعمة “والقلبِ العامر بالايمان… أو أن نتحدث عن صاحب البصمة البيضاء في هذا الزمان. حفيد سلالة من العلماء وابن طرابلس الفيحاء الذي أحبها بكل عنفوان… فكان رائدا في كل ميدان…
فهنيئاً لك، أيها الفقيد الغالي على ما قيل و ما يقال عنك، فألسنة الخلق أقلام الحق، فكيف وأنت بضيافة الواحد الديّان… ستبقى عيونُنا تدمع، وقلوبُنا تخشع، و على فراقِكَ يا عبد الإله لمحزونون… ولا نقول إلا ما يرضي ربَنا، إنا لله وإنا اليه راجعون. ولسان الحال يردد.. أخي هل جف دمعي والمآقي، وهل في جنة الله التلاقي، أراك عـلى الأرائـك فـي نعيمٍ، فنعم المكان يا نعم التآخي.
– معالي الاستاذ عمر مسقاوي تحدث باسم سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية بكلمات عدد فيها مآثر الفقيد، ودوره الفعال الذي كان محط تقدير واحترام وتألق ، خلال مسيرته المهنية والاجتماعية وفي المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى. كما حمل تعازي سماحة مفتي الجمهورية لذويه ومحبيه، وتقديره واحترامه للفقيد الذي سيترك فراغا في كل ميدان عمل به بكل إخلاص وتضحية وأمانة..
– دولة الرئيس نجيب ميقاتي، كانت له مداخلة قال فيها: صحيح أن جميع من عرف الفقيد الغالي وتعامل معه سواء في المجلس الشرعي أو في العمل الاجتماعي والتربوي وحتى العائلي، سيفتقده… إلا أنني على المستوى الشخصي سأفتقد الناصح الأمين والمصحح التقي، صاحب الابتسامة العريضة والهمة العالية. سأفتقد الأخ الصادق، الذي لم أسمع منه أي غيبة أو نميمة بحق أحد…. سأفتقد من كان ينظر للوجه الإيجابي في كل أمر… سنفتقد صاحب القلب العامر بالإيمان ، قولا وعملا.. وختم بالقول: صحيح أننا شاركنا في مراسم الدفن في ظلمة الليل عقب العشاء، إلا أننا شعرنا بنور كان يشع في ذلك المكان.. نسأل الله تعالى أن ينور قبره ويجعله في جنات النعيم.
– سماحة الشيخ محمد إمام، تحدث بكلمات قصيرة، عبر فيها عن عمق الأخوة والإخلاص الذي كان يتمتع بها فقيدنا الغالي… معتبرا أن دائرة الأوقاف في طرابلس فقدت العقل المدبر وصاحب الرؤية، والمتابع لكل الملفات بإخلاص ونشاط وجدية.
– الشيخ عثمان نجدة، قال كان لي شرف أن اكون من اختاره. فقيدنا الغالي، كي يقرأ عليه ما حفظه من القرآن الكريم. حيث أتم حفظ خمسة عشر جزءا من كتاب الله. وكان حريصا على حسن تلاوته ومصرا على استكمال حفظه كاملا.
– الشيخ أمير رعد، قال أود أن أقول بكلمات، ما لا نعرفه عن د. عبدالاله، كان صاحب شعار، هو حديث للنبي صل الله عليه وسلم ” إذا أقيمت الساعة، وفي يد أحدكم فسيلة، فليغرسها”… وكان دائما يردد القاعدة الشرعية: ما لا يدرك كله لا يترك جلّه. وكان يضيف عليها عبارة لطيفة من عنده: وما لا يدرك جله لا يترك قله… كان حريصا على قيام الليل إماما في أهل بيته، مرتلا ما حفظه من كتاب الله. كان همه الأساس إكرام العلماء وخدمة القرآن. لذلك وضع نصب عينيه أن يكون هناك مشاريع وقفية يعود ريعها لخدمة العلم والعلماء. وكان مِن مَن وضع الخطة الاستراتيجية للمجلس الشرعي الاسلامي الأعلى. وكان آخر ما تابعه وحرص عليه، مشروع تأهيل المقبلين على الزواج.
– سماحة الشيخ بلال بارودي، تحدث عن “ألسنة الخلق” التي أجمعت على نقاء وصفاء الفقيد، وختم بدعاء وتلاوة من الذكر الحكيم.
– سماحة الدكتور بسام طراس، ضيف اللقاء، بدأ حديثه بتقديم العزاء والثناء على الفقيد المحبب لكل من عرفه وتعامل معه، وقال: قدر الله تعالى أن يكون عنوان اللقاء الذي كان مقررا منذ فترة، عن سفراء المسلمين في القرن الواحد والعشرين _ ومن الحكمة، أرادها الله، أن يكون المثال الذي يحتاجه المتحدث ليستخدمه كوسيلة ايضاح، أن يكون د. عبدالإله، لأننا سنتحدث عن المواصفات المطلوبة لهذا السفير، التي اجتمعت بشخصية فقيدنا الغالي. وما فيها من أدب وحسن خلق وتواضع وصدقة السر وصدقة الفجر وكل القيم النبيلة. وحيث ما حل، سريع الدخول الى القلوب بأعظم لياقة ورشاقة دون استئذان.
وهذا هو السفير الذي نتحدث عنه. سواء كان طالبا في مدرسته او جامعته… أو كان استاذا في هذه المؤسسة التربوية… أو كان في عالم السياسة أو عالم الاقتصاد. أو كان بين أهله وأحبائه.. _ وخيركم خيركم لأهله_. أو كان محاورا لإخوانه أو خصومه.. فهو يجب أن يكون شامة وعلامة فارقة، ليكشف عن جواهر الاسلام في أقواله وأفعاله وسمته وهديه وحسن خلقه….
ثم تابع قايلاً: كثر من ألف الكتب، وكثر من أتقن البلاغة والخطابة، كثر من يعتلون المنابر… ولكن قلة قليلة الذين يعيشون ما يقولون. ود. عبد الإله رحمة الله عليه، كان من هؤلاء الذين عاشو الاسلام بالجبلة والفطرة…
نحن في زمن نحتاج فيه الى مثل هؤلاء السفراء، العالم كله بحاجة لأمثال هؤلاء السفراء. حتى أن غير البشر بحاجة لأمثالهم. فهذه الذبيحة تحتاج لمن يرفق بها، وهذه البيئة بحاجة لمن يحافظ عليها بكل أمانة وإيمان.
نحن بحاجة الى هؤلاء, وعلى وجه الخصوص للبشرية الغارقة بهمومها وأمراضها النفسية وسوء الخلق وكل أنواع الفساد والرذيلة والجريمة…
البشرية التي تنوء تحت عبء الظلم، كأنها تسأل أين هؤلاء الذين يبلسمون الجراح، قولاً وعملاً, امتثالاً لقول النبي ” الابتسامة في وجه أخيك صدقة” ، ” المسلم من سلم الناس من لسانه ويده” وهو رؤوف رحيم عالم واعي حنون موجه… فالبعض يعتب علينا لأننا لم نحمل لهم بأمانه هذه العقيدة الصافية. وكم كانت قاسية عندما نسمع من قال: الحمد لله الذي تعرفت على الاسلام قبل أن أتعرف على المسلمين…..
وأكد، أن هذه التكنولوجيا و وسائل الاتصال والتواصل المتاحة للجميع، نعمة كبرى لمن استخدمها بحقها. كنا سابقا نتمنى أن يسمعنا أحد، أو أن نتواصل مع أحد، لعرض أفكارنا وأنظمة حياتنا.. الآن كل منا يملك فضائة، يستطيع أن ينقل من خلالها الخيرات… واستشهد بقوله تعالى: ” وجعلناكم أمة وسطى لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً” لنسعى أن نكون أهل علم وبيان ومن أهل النصح والدين والارشاد والتعليم. ولنكون نماذج رائدة في حسن الخلق. فكم من بقاع الأرض دخل اليها الاسلام من خلال تاجر أمين أو عابر سبيل يحمل في قلبة هذا الايمان العميق…
ثم وضح معنى السفير، الذي هو في اللغة، الذي يُسفر و يوضح ويكشف ويبين ويشرع، وهو الناصح والمعلم..
أما السفير في المصطلح المعاصر اليوم، هو أحد أعضاء البعثة الدبلوماسية، التي تمثل دولها وتنطق باسمها وتدافع عن مصالحها وتحقق مكاسبها… وقال: بإختصار هذا هو الاسلام الذي نتحدث عنه. ويجب أن يتحلى بهذه الصفات كل مسلم ومسلمة في كل ميدان… وخاصة أننا نمثل أعظم رسالة وأقدس ديانة التي تمثل قارب النجاة ومجوع القيم… وختم قائلاً: كنت أود أن أكتفي بحضوري بينكم لتقديم واجب العزاء. ولكنني أعلم أن صاحب المقام اليوم، كان حريصا على الاستمرار في العمل والجهد والتضحية، والارتقاء بالمنسوب الثقافي والمعرفي والعلمي. سائلاً المولى أن يوفقنا بأن نكون سفراء حقيقيين لهذا النهج العظيم، في مساجدنا ومؤسساتنا وأعمالنا وعلاقتنا مع الآخرين….
رابط الفيديو: https://fb.watch/3g0dLTzwW1/